news-1

(4) خطوات لعلاقة جيدة تَجمعُ طِفلكَ بِالهَواتِف الذكية

يعيشُ العَالَم فِي العَصرِ الحَدِيث، ثَورةً تِكنولوجِيَّة زَادت مِن حِدَّةِ الفَجوةِ التِّي تَفصِل الآباءِ عَن أبنَائِهم مِنَ الجِنسيَن، وَسطَ مُعانَاةٍ كَبيرة يُعانِيها الأبُ والأم فِي اختيارِ الطريقةِ المُثلى مِن أجلِ تَربيةٍ صالحةٍ تقودُ إلَى مُستقبلٍ أكثرَ إشراقاً للأبناء.

ويَصطَدِم الأبوَين بِعقباتٍ عِدَّة نَتيجةً للتَّقدم الالكترُونِي المُتَسارِع، الذِّي يَجعل البَعض مِنَ الآباءِ وَالأمَّهات عَاجزينَ عَن مَعرِفةِ حَقيقةِ العَلاقة التِّي تَجمعُ أبنائهُم بِالأجهزةِ التِّكنُولوجيَّة الحَديثة، وَما هِي الدَّوافِع الخَفِية التِّي تَربِط الأبنَاء بِحواسِيبِهم وهَواتفهم النَّقالة.

بينَ الثِّقةِ العَمياء وَالرَّقابةِ اللَّحظِيَّة، تَتَولَّد المُشكلات التِّي يَنتج عَنها ضَعف فِي الثِّقة وسُوء فِي المُعامَلة، وَغِياب لِلتَّواصُل بينَ الطَّرفين، الأمر الذِّي خَلقَ لَنا فِي النِّهايةِ أسرَة بِلا روابِط اجتِماعِيَّة وَلا عَائلِية.

إنَّ الخَطأ الأوّل الذِّي يَقع بِه الأَبوين يَكمُن فِي الثِّقة الزَّائِدة عَن الحَد، لَا تَنشغِل عَن أبنائك إلَى حَدّ الانقِطاع، وَلا تَجعَل مِن جُسورِ الثِّقة مُمتَدَّة بِلَا تَوقف أو حُدود، فَمُتابعة مَا يَدور فِي كَوالِيس أجهِزتهم الالكترونيّة أمرٌ واجبٌ وهام رُبمَا بِحاجة إِلى خَطوات يُمكن تَطبيقُها بِصورةٍ يَومية.

كَما أنَّ الخَطأ الثَّانِي يَكمُن فِي الرَّقابةِ المُشدَّدةِ الزَّائدَةِ عَن الحَد، لَا تَتَحوّل إلَى سَيفٍ مُسلطٍ عَلى رِقَاب أطفالك، وَلا تَتدخل فِي كُلِّ شَاردة وَواردة، فَتَستيقِظ عَلَى طِفلك وقَد أصبَحت شَخصيتهُ مُنعدمة مِن القُوة وَالقُدرة عَلَى اتِّخاذِ القَرارات، لَا تَقتُل مَعالِمَ المَحبَّةِ وَالثِّقة الوَاجِب تَولُّدُها بَينكُما، فَهذِه نِقاطٌ يصعُبُ استعادَتُها إذَا مَا تَمَّ كسرُها.

وعَليهِ كيفَ يُمكِن لنَا اتِّخاذ القَرار الصَّحِيح فِي هَذا الجَانِب، الخُطوة الأولى ، ضَع أوقاتاً مُحددَّةً لِمُتابعةِ أطفالِكَ لِلأجهزةِ التِّكنُولوجِيةِ الحَديثةِ، لَا تجعلهُم أصدِقاء هَواتِفهم النَّقالية، ازرَع فِي دَاخلِهم حُبَّ بِناء العَلَاقات فِي العَالَم الحَقِيقي، وَلا تُعزِّز فِيهِم الرَّغبةَ فِي الهُروبِ نحوَ عَالم مَواقِع التَّواصلِ الاجتماعي الافتراضية

الخَطوة الثَّانِية ، فِي التَّحديد المُسبَق لِلمَخاطِر التِّي يُمكِن أنْ تعتَرض الأطفال عَبرَ الأجهزَةِ النَّقالةِ، قبلَ أنْ يبدَأ الطِّفل رِحلة تَعلُّقِه بِهاتِفه النَّقال، قُم بِتحميلِ البَرامِج والتَّطبيقَات التِّي تُعيق وُصولَ الطِّفل إلَى المَواقِع المُخلَّةِ للآداب وَمَقاطِع الفِيديو التِّي تَحث عَلى العُنف وَكل مَا هُو مُخالِف لِلفِطرةِ، فِي هَذِه الحَالةِ سَيكون بِمقدُورِكَ قَطع الطَّريق عَلى طِفلك دُونَ حاجةٍ لِمراقَبتِه طِوال الوَقت.

أمَّا الخُطوة الثَّالِثة فَتتمثَّل فِي وَضع الأجهِزة الالكترونيةِ فِي أمَاكِن عَامّة وَمكشُوفة، لَا تَترُك جِهازَ الحَاسوبِ فِي غُرفةٍ مُنفصِلةٍ، لِم لَا يَتم وَضعه فِي منطقةٍ عامّة دَاخل المَنزل، سَيكون بِمقدورِه استِخدَام هذَا الجِهاز ولَن يَتَجرّأ علَى ارتكابِ أيةِ مُخالفات، دونَ الحاجةِ إلى مراقبتهِ بصورةٍ فعليةٍ.

مَاذا عَن الخطوة الرَّابِعة؟ هُنا يُمكن القَول أنَّك بِحاجة إلَى الاقتِراب أكثر مِن طِفلِكَ الصغِير، اجعَل مِنهُ صديقَك المُنتظر فِي المُستقبل، تَحدّثاً سَوياً ونَاقِشا بَعضكُما البَعض فِي قَضايَا مُختلفة، لا تَتّبع أسلوبَ الأوامِر والنَّواهِي فقط، فأنتَ بِحاجةٍ مَاسَّةٍ إلَى بِناء شَخصيَّتهِ المُستقلّة لَا شخصيَّتِه التِّي تَتَّبعُ أهواءَك ورَغباتِك.

خِتاماً، الأجهزة الالكترونيّة الحَديثة لهَا فَوائِد عَديدة، لقد لَعِبت دَوراً هاماً فِي إنجابِ المُبدعِين، كمَا أنَّ لهَا آثاراً سلبيةً لَا يمكنُ انكارُها، بِيدكَ الحل وبيدِكَ المُشكلة، اختَر طَريقَ طِفلك، فالأبناء أمانةٌ فِي أعناقنا.

اترك تعليقك

{{ validation.username[0] }}
{{ validation.email[0] }}
{{ validation.mymessage[0] }}
{{message}}